يقال ان عددا من الصيادين خرجو للبحر بهدف الصيد , فإذا بعاصفه تضرب قاربهم في عرض البحر , فغرق المركب ومات كل الطاقم إلآ صياد واحد , اراد الله له ان يعيش , قذفته الامواج لجزيرة نائيه بعيده عن البشر , لا يسكنها أي بشر , استيقظ الرجل من غيبوبته وتفاجئ بالجزيرة التي قُذف عليها , ولكنه سرعان ما اعتاد على الحياه وحيدا فيها .
بنى الرجل كوخا ينام يَأوي إليه في الليل ويستريح ...فيه من عناء النهار , وفي يوم من الأيام خرج الرجل ليصطاد شيئا يحضره للعشاء , نسي انه ترك النار مشتعله بجانب الكوخ , غاب عن كوخه ساعه من الزمن وحين عاد , تفاجئ وانصدم من المنظر , لقد وجد كوخه الذي ينام فيه قد تحول الى رماد , فالنار لم تترك منه شيئا .
حزن الرجل وبات يردد "يارب انه المكان الوحيد الذي استريح وانام فيه, يا رب لما كل هذا المشاكل تتهوى علي ألآ يكفي اني اعيش وحيدا في عزلتي هذه" , وبالفعل بات الرجل على هذا الحال ..
وفي صباح اليوم التالي حدثت المفاجأة , فإذا بقارب ضخم يقترب من الجزيرة قادما لنجدة هذه الشخص , هرع اليهم سريعا وصعد مركبهم فالشوق قد قتله الى اولاده وعائلته واصدقاءه الذين لا يعرفون شيئا عنه منذ خرج رحلته الاخيره .
وهو في طريق العوده , وجه سؤال للبحارة "لي اشهر طويلة على هذه الجزيره المهجورة ولم أرى اي مركب يسير من جانبها ولم يتقدم أي احد لنجدتي , فكيف علمتم اني على هذه الجزيره , اجابه الربان :لقد رأينا دخان يتصاعد من الجزيره في الامس فعرفنا انه طلب استغاثه من احدهم , فسرنا بالمركب الى مصدر الدخان ووجدناك .
عَسى أن تكرهو شَيئا وهُو خير لكم ..
حريق الكوخ كان سبب في انقاذ هذا الرجل من وحدته في تلك الجزيره ..
لنحسن الظن بالله الحكيم المدبر فلعل ما يحدث لنا ونراه شرا يكون هو الخير كل الخير لنا وقد نعلم الحكمة مما يحدث لنا وقد لا نعلمها
أحسنوا الظنون وإقبلوا بالقدر .. لأن القدر يخفي لكم الأجمل بإذن الله.