هل يجوز للعروس أن تتيمم ليلة عرسها رغم وجود الماء ،لأنها تكون في كامل زينتها ، والماء يفسد تلك الزينة؟
يجيب د. يوسف القرضاوي على هذا السؤال بمجلة الزهور قائلا:
أباح الإسلام الزينة للزوجة ليس في ليلة زفافها فحسب ، بل على الدوام ما دامت الزينة لزوجها ، لأن من الحقوق المشتركة بين الزوجين أن يتزين كل منهما للآخر ، وإن كانت زينة ليلة الزفاف قد أخذت شكلا مميزا كما هو واقع الناس وأعرافهم ، فإن هذا لا يبيح للمرأة تغيير الأحكام الشرعية. فلا يجوز للمرأة أن تتيمم حتى لا تتغير زينتها ولكن لها أن تصلي قبل وضع الزينة ، أو تكون متوضئة قبلها وتصلي بعد وضعها.
وقد أباح الحنابلة جمع الصلاة في مثل هذه الظروف، فلها أن تصلي المغرب والعشاء إما جمع تقديم أو تأخير.
وقد ذكر الفقهاء الحالات التي يجوز للإنسان أن يتيمم فيها ،من ذلك :
إذا لم يجد الإنسان الماء أصلا، أو وجده ولكن لا يكفيه للطهارة ، أو كان به جراحة أو مرض وخاف من الماء زيادة المرض أو تأخر الشفاء، أو كان الماء شديد البرودة وغلب على ظنه حصول ضرر باستعماله وقد عجز عن تسخينه ، أو كان الماء قريبا منه وخاف من طلبه فوت الرفقة أو خاف على نفسه أو عرضه أو ماله ضرر من عدو أو حيوان مفترس مثلا، وكذلك إذا عجز عن استخراج الماء من العمق ، أو خاف تهمة له يتضرر بها عند استعمال الماء في الغسل ، كمن بات عند صديق متزوج وأصبح جنبا بالاحتلام مثلا أو كان محتاجًا إلى الماء في شرب أو طبخ أو عجن أو إزالة نجاسة ، أو خاف من استعماله خروج وقت الصلاة .
كما ينبغي على من يحضر حفلات العرس ألا يتغافل عن الصلاة ،لأنه ليس هناك في الإسلام وقت تُلغى فيه أحكامه ، أو تعطل فيه شرائعه ، فحياة المسلم دائما طاعة لله تعالى ، سواء أكانت في عرس أم مأتم أم في غيرهما ، قال تعالى:" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين .لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ".
فلا ينسى الزوجان أن هذه الليلة إنما هي ليلة طاعة وبداية بناء بيت مسلم ، فلا يبدأ أحدهما بترك فريضة من فرائض الله تعالى ، ولا يتهاون فيها ولا يتكاسل . والله تعالى أعلم .