الغذاء الصحي مصدر الطاقة والتركيز ...

ينبغي إمداد المخ بكمية وفيرة من الطاقة لزيادة قدرته على التفكير والتركيز. وتتوافر هذه الطاقة في نوعيات كثيرة من الأغذية الصحية، من بينها السكريات المتعددة المعروفة علمياً باسم (الكربوهيدرات المعقدة). وأوضحت إنغريد كيفير خبيرة التغذية في فيينا أهمية هذه السكريات، بقولها إنّ نسبة السكر في الدم تظل ثابتة لفترة طويلة. وبذلك يحتفظ الإنسان بقدرته على التركيز أيضاً.
وتتوافر الكربوهيدرات المعقدة في منتجات الحبوب الكاملة والشوفان والبطاطس والبقوليات، مثل البازلاء والفول، كما تحتوي عليها الفاكهة والخضروات.
وكي تتيح الخلايا العصبية تدفق المعلومات في المخ بسلاسة، أشارت أندريا فليمر الحاصلة على دبلوم في علم الأحياء من مدينة ميونيخ، إلى احتياج هذه الخلايا إلى الأحماض الدهنية غير المشبعة، خاصةً أوميغا 3.
يُذكر أنّ هذه النوعية من الأحماض متوافرة في العديد من المكسرات، كالفول السوداني وعين الجمل، وفي بعض الزيوت، مثل زيت الكتان وزيت السلجم وزيت الجوز. كما تحتوي عليها أسماك المياه الباردة، كالرنجة والماكريل وسمك التونة وسمك السلمون. وعن المأكولات البحرية، تقول الباحثة الألمانية: "يُفضل تناول الأسماك مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً".
كما تعمل فيتامينات أ، ج و ه والمعروفة علمياً باسم (مضادات الأكسدة) على تقوية الأعصاب وزيادة التركيز. وعن فائدة هذه النوعية من الفيتامينات، تقول مانويلا مارين استشاري التغذية في برلين: "تعمل هذه الفيتامينات على إعاقة الضرر الذي تسببه شوارد الأوكسجين في الجسم. كما تحمي الأعصاب والأوعية الدموية"، لافتةً إلى أن نقص هذه الفيتامينات في الجسم يؤدي إلى العصبية وازدياد القابلية للاستثارة والشعور بالإجهاد وقلة الدافعية. وتلتقط الباحثة الألمانية فليمر طرف الحديث وتقول: "يُفضل تناول ثمار الفراولة والكيوي عن البرتقال؛ نظراً لاحتوائها على كمية أكبر من فيتامين ج".
ولتقوية الأعصاب، تؤكد فليمر على ضرورة تناول مجموعة فيتامينات (ب)، التي تحمي خلايا المخ والأعصاب من الموت وتعمل على تكوين أنسجة عصبية جديدة، مشيرة إلى احتواء الخميرة وسنابل القمح وكبد الأبقار والعجول وبعض الفواكه، كالأفوكادو والموز، على فيتامينات (ب).
يذكر أنّ الموز يُعد سلاحاً فعّالاً لمواجهة الضغط العصبي بسبب إحتوائه على بروتين التريتوفان الذي يقوم الجسم بتحويله إلى هرمون السعادة المعروف باسم السيروتونين، وتقول فيلمر: "يحتوي الموز على الكربوهيدرات المعقدة التي تمنح الانسان القدرة على التركيز بصورة مستمرة ولمدة أطول. كما يُسهم الموز في زيادة نسبة المغنسيوم والبوتاسيوم في الجسم، مما يؤدي إلى إمداد المخ بالأوكسجين".