سواء كان الإجهاد أم ضغط العين، فالعديد منا يعاني من الصداع. ويعزي الأطباء إلى أن كل شيء من تغيير مستويات هرمونات الجسم إلى عدم كفاية النوم إلى إنخفاض مستوى السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى الصداع.
ولكن ثمة عوامل تم الإشتباه بها نظير تناول بعض المكونات الغذائية (الطبيعية منها والمصنعة) بأنها تسبب الصداع، مثل مادة التايروسين في الأجبان والشوكولاتة، ومادة الهستامين في النبيذ الأحمر، ومادة الكافيين في القهوة والمشروبات الغازية، وحمض البنزويك كمادة حافظة في الأغذية المصنعة، إلا أنه لا يتوفر لدينا حتى الآن الإثبات العلمي القاطع بأن نجزم أن هذه المادة نسبب الصداع أو الصداع النصفي، إلا أنه قد تكون متصلة بحدوثه.
ولعل ما أشارت إليه أحدث دراسات أنماط الحياة المتعلقة في التحكم بالصداع النصفي المتصل بالغذاء هو دور تناول وجبات صغيرة متكررة وغنية بعنصر المغنيسيوم في إمكانية تقليل الصداع النصفي. وتشمل الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم المكسرات والأسماك والبقول ورقائق النخالة والخضار الورقية الخضراء الداكنة اللون، مثل السبانخ والسلق.
وهنالك أنواع عديدة من أوجاع الرأس، منها ما يكون نتيجة التوتر والاجهاد، ومنها ما ينجم عن نزلات البرد أو التهاب الجيوب الأنفية، خاصة عند تغيير الموسم. ويعرف الصداع النصفي (الشقيقة أو المايغرين) بالشعور بآلام في الرأس شديدة ومتتابعة والتي يمكن أن تترافق مع عدم وضوح الرؤيا والتقيؤ والاستفراغ.
ويصنف الصداع النصفي (الشقيقة) الى نوعين: النوع الكلاسيكي والنوع الدارج. ففي حالة الاصابة بالنوع الكلاسيكي، يشعر الشخص بشيء ما قبل الشعور بألم في الرأس، وقد يكون هذا الشيء بمثابة جرس انذار، مثل رؤية نجوم، أو رؤية خطوط أو حتى عدم القدرة على الرؤية لوهلة ما. أما النوع الدارج فيمتاز بالشعور بألم في الرأس بدون سابق انذار. ويمكن لألم الرأس أن يستمر لفترة 6 ساعات الى 48 ساعة. ويمكن أن يصاحب الألم الشعور بالدوران والدوخة، فقدان الشهية، تعب، ألم في العين، التحسس للضوء، الشعور بالضعف والهزال والتنمل في بعض أطراف الجسم، كما ويمكن الشعور بعدم القدرة على التركيز، والحاجة الماسة للنوم وأوجاع في الرقبة.
وتعود مسببات وجع الرأس الى عوامل عدة والتي بدورها تؤثر على تغيير قطر الأوعية الدموية، فمثل هذه العوامل تتسبب في تضيق الوعاء الدموي مما يقلل من وصول الدم الى مناطق في الجسم فيشعر الشخص بعدم وضوح الرؤية، والضعف والتنمل. وبعد دقائق وساعات عدة، تتوسع الأوعية الدموية متسببة بتدفق الدم بصورة أكبر مصاحبا أوجاع شديدة في الرأس. ومن هذه الأسباب: الاجهاد المستمر، المشاكل العاطفية، الضغط النفسي أو الجسدي، الحساسية، الامساك، مشاكل الكبد، قلة النوم أو كثرة النوم، التغيرات الهرمونية (خاصة خلال الدورة الشهرية لدى النساء)، التعرض للشمس أو شدة الحرارة، الأضواء القوية، قلة الرياضة والنشاط البدني، تغير الضغط، انخفاض مستوى السكر في الدم، شرب الكحول (البيرة والنبيذ الأحمر بشكل خاص)، كثرة تناول الكافيين، التدخين أو إستعمال منتجات التبغ أو التعرض للدخان، والتعرض لبعض أنواع الروائح أو العطور. كما أن لتناول بعض الأدوية تأثير للشعور بألم في الرأس خاصة لدى النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل والأشخاص الذين يتناولون بعض أنواع الأدوية المستعملة لمعالجة ارتفاع ضغط الدم.
ومن بعض أنواع الأطعمة المتعلقة بالصداع أو الصداع النصفي والتي تم تسجيلها لدى بعض الأفراد هي: 1) الأطعمة الغنية بالحمض الأميني التيرامين والموجود في اللحوم المدخنة والمعتقة، كبد الدجاج، السمك المعلب، الأجبان المعتقة، الباذنجان والملفوف، الخميرة، والشوكولاتة، وبعض أنواع الفواكه كالموز والأفوكادو والحمضيات. 2) الأطعمة الغنية بمادة النايترايت الموجودة في المواد الحافظة، والمواد المحسنة للنكهة التي تضاف لأطباق المطبخ الصيني، النقانق، السجق، المخللات، وبعض منتجات الألبان.
ومن العوامل الأخرى التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالصداع أو الشقيقة: أن تكوني أنثى اذ تعتبر النساء أكثر عرضة للاصابة من الرجال، أن يكون هنالك أشخاص في العائلة ممن يعانون من الشقيقة، استخدام حبوب منع الحمل (خاصة اذا كنت من المدخنات أو تعانين من ارتفاع في ضغط الدم)، أن يكون العمر تحت سن الأربعين (فتقل نسبة الاصابة بالشقيقة عند الرجال والنساء سوية فوق سن الأربعين).
ويعتمد علاج أوجاع الرأس والشقيقة على محاور رثيسية خمسة تقتضي 1) بالتشخيص الدقيق لمعرفة مسببات الألم والذي يتخلله تحليل لمسببات الغذاء المحتملة وتحديد طرق السيطرة عليها، 2) تغيير النمط الحياتي والذي يتخلله جانب من الطب التكميلي مثل التدليك والمساج، و3) التدخل الطبي اذا لزم الأمر باستخدام الأدوية لتجنب حدوث الألم أو لمعالجة أعراض الألم، أو استخدام العناصر الغذائية مثل المغنيسيوم، بعض الأحماض الأمينية، وفيتامين ب، 4) العلاج السلوكي، و5) العلاج النفسي.
وقد شاع في القدم استخدام الحلبة لتخفيف آلام أوجاع الرأس والشقيقة، وقد أثبتت الدراسات فعالية الحلبة في تخفيف حدة الآلام نظرا لاحتوائها على مادة السابونين التي تزيد من افراز الهرمونات الاستيرويدية داخل الجسم، وتساعد بدورها في تخفيف الآلام. ويمكن اضافة نبتة الحلبة وأوراقها وبذورها الى السلطات. كما ويمكن استخدام بودرة الحلبة في خليط البهارات المشكلة أو الكاري عند الطبخ وفي صنع الحلاوة. ويمكن أيضا استخدام زيت بذور الحلبة كشراب مع الماء الساخن.