يمتاز داء السكري بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، ويصيب ملايين الأشخاص حول العالم، لدرجة أن الأطباء باتوا يطلقون عليه اسم الوباء. إليك بعض المعلومات الشائعة حول داء السكري، لتميز بين الصح والخطأ.
يوجد نوعان من داء السكري:صح.
النوع 1 من داء السكري نادر (أقل من 10 في المئة من الحالات)، وهو يبدأ عموماً عند الأولاد أو المراهقين أو الشباب. إنه مرض في المناعة الذاتية يقضي على خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين (أي الهرمون الضروري لتوجيه السكريات المهضومة إلى خلايا الجسم أو العضلات التي تحتاج إليها). العلاج الوحيد لهذا النوع من داء السكري يكمن في إجراء حقن منتظمة من الأنسولين للتعويض عن النقص الموجود.
أما النوع 2 من داء السكري فيبدأ عموماً في سن الرشد، وهو ينجم عن انخفاض في إفراز الأنسولين، الذي يصبح أيضاً أقل فاعلية. وإذا لم يتم تشخيص هذا المرض في مرحلة مبكرة، يتفاقم ويسبب مشكلات وخيمة في الجسم، ولاسيما في جهاز القلب والشرايين، والكليتين والعينين. تتم معالجة النوع 2 من داء السكري بتعديلات جذرية في أسلوب العيش، فضلاً عن تناول أدوية معينة.
النوع 2 من داء السكري وراثي: صح وخطأ.
تشير الإحصاءات إلى أن 30 إلى 40 في المئة من حالات النوع 2 من داء السكري هي حالات وراثية. في المقابل، يشير الأطباء إلى أن الوزن الزائد والبدانة هما من العوامل المساعدة على حصول داء السكري، علماً أن البدانة تنتقل عموماً في بعض العائلات. يعني ذلك أنه إذا كان 40 إلى 50 في المئة من أصحاب الوزن الزائد لهم أهل يعانون من البدانة، فإن 20 في المئة فقط منهم يصابون بداء السكري. من جهة أخرى، تشير الدراسات إلى أن 25 في المئة من المصابين بداء السكري لا يملكون أحداً في العائلة مصاباً بالوزن الزائد أو البدانة. يمكن القول إذاً إنه توجد تركيبة معينة من الجينات الممكن وراثتها، والتي تجعل الجسم مستعداً لداء السكري. لكن لن تتبلور هذه الجينات بالضرورة وتجعل داء السكري أمراً حتمياً في حال اتباع أسلوب عيش صحي وتفادي العوامل الأخرى المسببة لداء السكري.
تحليل بسيط للدم كافٍ لكشف المرض: صح.
لهذا السبب، من الضروري زيارة الطبيب وإجراء تحاليل شاملة للدم مرة كل سنة على الأقل، ولاسيما لفحص مستوى السكر في الدم. يمكن الحديث عن مستوى مرتفع للسكر في الدم إذا تراوحت النتيجة بين 1.10 و1.25 غم في الليتر. ويقول الأطباء إن السكري موجود فعلاً إذا بلغ مستوى السكر في الدم 1.26 غم في الليتر أو أكثر. يمكن التأكد من هذه النتيجة برفع متعمد لمستوى السكر في الدم، بحيث يتناول المريض سائلاً محلى قبل تناول أي طعام آخر في الصباح، ومن ثم يصار إلى سحب عينة من دمه كل نصف ساعة لمدة ساعتين. وتجدر الإشارة إلى أن الكشف المبكر لداء السكري يتيح اتخاذ الإجراءات المناسبة في مرحلة مبكرة وتفادي العلاجات القوية والكثيفة.
وحدهم الكبار في السن معرضون لداء السكري: خطأ.
النوع 2 من داء السكري يصبح أكثر تواتراً مع التقدم في العمر، ويشيع خصوصاً قرابة عمر الأربعين. لكن المعطيات تتبدل الآن مع تبدل أنماط العيش وأسلوب الحياة. فالأطباء يشخصون المرض الآن في سن مبكرة نسبياً، خصوصاً وأن البدانة تطال الأطفال والمراهقين بشكل لافت.